Sunday, September 18, 2011

حواف مُدببة للعقل



العروسة يجب أن تستحم قريباً .. لماذا أنتِ مُتسخة هكذا ؟ .. تتحسس الدمية و لا تشعر بالحر و العرق الذي ينسال بين شعرها فوق جبهتها . نِقاط رقيقة . الآن . فلا ماضي يؤرق .. و لا مستقبل .. أنها لجسارة هائلة لم أعد أمتلكها و أحاورها الآن بيني و بينك ، جسارة الأستسلام للحظة التي لا يضاهيها عمر من الحذر الحكيم .. بهذا .. ولهذا وحده عشنا .. و هو ما لا يُكتب في نعينا ..

تعلم كيف تشعر الصغيرة و هي تسبح في الشقة ، بين الحجرات ، في المطبخ و أمها محنية تتمتم بشتائم .. و من أين يأتي النمل أبن الكلب الذي غزا أنحاء المطبخ ؟ ، تحت الحوض ، داخل البوتاجاز ، في الصالة حيث الليل و انتخة الأب المترهل و المذهول أمام مشهد لرجل يكرر : أريد حبلاً .. أريد حبلاً .. تتحدث لعروستها بينما يدخل عليها أباها بعنف البلكونة .. لاهياً و هو يلاعبها و ينظر لعروستها و أدوات المطبخ البلاستيك الصغيرة ، يتذكر جيشه و عساكره البلاسيتك ، اللعبة التي كان يلعبها و هو صغير .. لم يجد ما يقوله فسألها : أريد حبلا ! .. تنظر يمينها و تجد حبل الغسيل فتعطيه إياه ببراءة ، يأخذه و ينظر لها و للحبل و يلقي به بجانبها مرة أخري .. هذا في الطايق الثالث في ليل يوم سيأتي نهاره

السطوح الذي اغرقته طائرة الشمس و لا مكان للظل ، لكنه صغير أيضا و لا يشعر بالحر و تلك الأشياء التي نشتكي منها حين نكبر و ندمن الشكوي . حتي أني أنظر لقرص الشمس مباشراً و أعطس .. السلك الممدود بين أعلي عمارتين علقت به الطيارة الورق . عملتها من بقايا الجلاد الأزرق و الأحمر , .. لم تهرب مني طائرة أبدا من قبل . غير هذه .. حينما علقت في السلك حاولت أن أشدها . برفق . و لم تستجب . اجذبها و لاتستجيب . أجذبها حتي لو أنقطع السك الكهربا .. لن تستطيع قطع سلك الكهربا و سينقطع خيط الطيارة ..و تنطفيء الشمس و الطيارة لا تستجيب حتي أنقطع الخيط و رأيته يتدلي أمامي

يتأمل الطيارة بحسرة و ينزل السلم ببطء ، يدور برأسه ليري كل الأشياء حائرة من حوله . ينزل أبطأ و أذنه صارت مع الشارع المُهتاج بأصوات الناس اللذين تجمعوا في اللجان الشعبية ولكن صوتهم يعلو تحت المنزل ! .. رجل يقف أمام الباب .. يعانق أمي و تجهش بين يديه البكاء .. تبقي له فقط أربعة أشهر لأنهاء مدة حبسه لكنهم أجبروه علي الهروب ، قالوا له أن الذي لا يستغل الفترة دي بصراحة يبقي أهبل . عايزين نغب علي محلين دهب في شارع فرنسا .. هربان من سجن الفيوم عندما رأينا الثورة داخل السجن علي قناة الجزيرة فهجمنا علي العساكر و الظباط … هرب ،عدَّي علي البيت . قابل زوجته .. جلس ساعات قليلة حتي الليل ، لم يأكل حتي .. الفراولة بتسد النِفس وهو يتغذي علي الفراولة و لا يستطيع الحركة مترين من غيرها ، نام علي الكرسي… أحيانا ، أكثر من تحكي له عن نفسك و مشاكلك الحقيقية بصدق هو لغريب مثلك تعلم انك لن تقابله مرة اخري .. و لو قابلته في دائرة العودة الأبدية لن تتذكروا بعض .. قابلته في القطار و أنا في طريقي للأستدعاء لأقضي أسبوعين في نفس الوحدة التي كنت فيها قبل سنتين .. قررت أن أتقبل الوضع و لاح لي أن أكتب شيء عن التحولات التي طرأت علي المكان ، ظللت طوال السكة أفكر في ما قد أكتبه ، غفلت ، و ظللت أفكر في المكان .. ما زلت أمتلك الامل في مشروع فكري عن الهوس و العودة و التكرار ،لكنه لا يريد أن يكتمل .. ضجري ..و في هذه الموت الذي أنت فيه ، كيف تأمل أن يكتمل أي شيء ! … يبدو الموت أسرع من الطموح. تعالي أيها الموت .. أنت سهل لأنني لن اري شيء بعدك و صعب لنفس السبب .. و الألم الذي ستتركه لهم .. و العار و هذا البيض .. المُضجر في الأمر أن فترة الأستدعا ربما تمنعني من المشاركة في الأحتجاجات … لا أحد مثلك ينتحر في تلك الأيام المجيدة ، لكني أفكر كل يوم بالموت . خاصا عندما أصحو من النوم ..صرت مهووس بالموت . أفكر فيه كثيراً .. أحارب التكرار و الهوس لأجد نفسي مهووس بأمر مظلم هكذا .. بلاش الثورة و طموحك في الكتابة .. أما تراك ما زلت مشغولاً بظاهرة ” الكُل هنا و الكُل لآن ” التي تطاردها بكسل لا يصلح ؟ ، رصدتها من وقت طويل حين لحظات الكشف التي تصاحب الدماغ .. ولكن التمسك بها و صقلها يبدو و كأنه يحتاج لمران طويل و نفس أطول لا يتماشي مع وقوفي الميت بلا روح .. علي الأقل اتوقف عن قواتل الألم و المنشاطات ، و أبدأ في التمارين الجسدية التي تترك انطباعها علي حالة العقل الذهنية الصافية التي يحدث فيها الكشف .. نحن لا ندرك الوجود إلا حينما ننسي الوجود … السقوط مع الآخرين لا يحفظ لك أي أصالة ، مع النفس تشعر بأصالتك .. حتي هذا غيرحقيقي .. أفكر بما لا أفكر ، و أكتب في ما لا أفكر .. كفي أن تنشغل بما حولك حتي تستلب من ذاتك .. و لكن من ذاتك هذه ؟ .. ذاتك مع شين و لا ذاتك مع عين و لا ذاتك مع ذاتك .. حتي مع ذاتك أكثر من ذات .. السقوط مع الذات يشبه السقوط مع الآخر .. فلا أنا في جميع الأحوال .. هناك دائما منظور للذات كي تفسر الوجود .. وبين الذات و الوجود فاصل لا يندمل .. فاصل وهمي صنعه الوعي و اللغة، خصص أسطورة للذات الواعية الناطقة ، من خلال ذاتي فقط أستطيع الحكم علي العالم بطرائق العقل و اللغة ، أي العالم كما أراه أنا هو الحقيقة ، فأنا سيد الوجود الذي لا أعلم عنه شيئاً ، لا أعلم أن الوجود ما هو إلا أنا .. حين نطق .. حين نطق الوجود

أعني ، يبدو الوجود و كأنه ظل صامتاً لا يعي و يتحول ببطء حتي أنطقه أرتقاء الوعي .. أن تتصور حينها أن هناك عالم بأكمله لا يعلم و لا يهتم بقوانين و عقلنة ذهنك ، ذاتي و الوجود .. حتي ما أفعله الآن حين أكتب باعتباري ذاتاً و أنت هذا العالم و الموضوع و الوجود الذي أحاول أن أصل هذا الفاصل بيني و بينه .. أنك لا تدرك الوجود إلا حينما تنسي الوجود .. تعاليت حتي جسدت نفسك في صورة الذات الذائبة اللانهائية للوجود .. الله .. منذ ذاك الوقت و أنت تتعالي للأسفل .. في أقل الدعاوي هو الموجود في كل الوجود و إن كان لا يدرك ذاته .. في أقل الدعاوي الصوفية ; لا تنسب النصر لنفسك و أنسبها لذات لا تدرك ذاتها و هي لُب الوجود .. في أقل الدعاوي تواضعاً هو ; التحول … محاربتك له كمن يحارب السكر .. حلاوة الأنسان الضائع في عصر الليل الذليل ، العارف و الغير معترف .. لكنني متفائم و أري المستقبل كبقرة ملونة تتحدث كل اللغات و أفكر بما لا أفكر و أكتب كما لا أفكر ..

المهم أني هبطت المكان .. خلال ساعة جاء النبأ بأن الأستدعاء قد تم ألغاءه ، ومن ثم سأنسي ما كنت أنتويه من مراقبة ورصد التحول في المكان الذي غبت عنه سنوات و رجعت إليه فجأة بلا ميعاد …. مكثت ما لا يزيد عن ساعة في المكان مع الزملاء المستدعون مثلي ، ظللوا يثرثرون و يثرثرون عن و عن و أنا أراقبهم و أبتسامة بلهاء علي وجهي ، ركبت عائداً و غفوت مفكراً في التحول مرة أخري .. تكلم نيتشه عن أن عناصر محدودة في زمن أبدي سيؤدي و لا مفر إلي تكرار الظواهر … و لكن لا شيء يتكرر بحذافيره .. فقط يشبهه ، حتي الشمس التي تشرق كل يوم ليست هي شمس البارحة ليست هي شمس الغد . فالتحول أزلي و لا شيء يتكرر إلا هوسك بالنظام و التكرار ، في ذهنك المنظم الرتيب .. و الوجود بادياً لا يسكنه إلا الفوضي ، لا يدرك فوضي درب التبانة إلا من حوي بداخله درب التبانة … و سأنسي كل هذا أو أتناساه و أستخدمه .. سأهبط خفيفاً .. كنت فرحاً بنفسي ، و لا أفكر في شيء .. تتلاعب الرياح القادمة من البحر عبر البنايات بالكرافتة التي لا أعلم لماذا أرتديتها .. تلقي بها الرياح خلف ظهري . ما زال لحن يتردد داخلي و أنيسة تغني : أنا مش حكمل يوم في عمري إلا بييك .. طبيبة شابة ، زميلة في المشفي تراقبني منذ أيام .. كنت اجلس في العنبر مع أكثر المرضي أكتئاباً .. هيبرت دماغه فترة قصيرة قبل أن ينقلب إلي هيبو مانيا صريحة و ينسحب من الحياة و يظل هائماً علي وجهه في الشوارع لأيام حتي وجده أهله و ألحقوه بالمستشفي حيث أعمل .. بدأت معه منذ مجييء هنا و بدأ يتداعي معي في الحكي . بدا و كأنه أدرك عقده التي أكتسبها في حياته و بدأت في الأنحلال عبر الحديث الطويل .. جلست معه لساعات مرة ، في ليلة نبتشية طويلة .. أخبرني عن الشخوص العديدة التي تتكلم بداخله ، ظن انه ملبوس .. لضمت معه كثيراً من هؤلاء المفصومين منه.. اليوم أول مرة يخرج من كآبته النهارية المُعتادة و يهلوس للممرضات من حوله ضاحكاً .. رمقني من بعيد و رأيته مشرقاً بأبتسامة صافية .. نصراً لم يلاحظه أحد سوي الطبيبة التي تراقبني .. رأيتها تعبث في تليفونها قليلاً ثم شغلت أغنية ..

في الطريق خلعت الكرافتة و كورتها في جيبي ، مشيت منتشياً بالرياح .. حتي رأيتني .. أرتبكت قليلاً و تذكرتني بصعوبة .. كنت جالساً كبائع مخدرات .. علي رصيف مرتدياً تي شيرت بني اللون و مرسوم عليه أفلاطون و كتابات غريبة لم أفهمها .. أدخن سيجارة بنهم


وقفت ببطء و …. – لكي تشتري نفسك يجب أن تشتري العالم

- و هذا الذي باع العالم لابد و انه باع نفسه أولاً

- الجنون ؟

- يبدو وحده لا يكفي …

- كنت أظن أنك ميت من زمن طويل

- أنا أيضا لم أميزك بسرعة .. تحولت كثيراً

ركب معي و راح يتكلم عما صار و متي صار و أنا لا أتذكر أو اتذكر ما يقول كخيالات لم تحدث .. لم أكن معه و لكنه أصرَّ علي أنني صديقه .. ألتقت عينانا فصمت عن الكلام .. الرجل الذي باع العالم .. لماذا تظهر من جديد الآن ؟ ، كُنت أظن إنني ميت من زمن طويل

Monday, March 07, 2011

سليم و موضوعي


آه و النعمة هذا حصل ! . ألا تصدقني ؟ .. بيني و بين ريشار جاكمون مشاكل كبري ، و كنت أتمني أن يتمتع بالأنصاف مثلي و يعلن هذه المشاكل . الصيف الماضي حدثت في السوربون مواجهة بيننا و اتهمته خلالها بجراءتي المعهودة بأنه ينفذ أجندة سياسية محددة و لا يعتني بالفن أطلاقاً ، و ذكرته بواقعة حدثت معي . آه .. هذه الواقعة سأسردها لأول مرة . ريشار جاكمون كان مسئول الترجمة في المركز الفرنسي 5 شارع الفواكه بالمهندسين خلال التسعينات ، و أذكر العنوان هنا رغبة في سرد كل التفاصيل ، أرسلت لجاكمون أول عمل لي بعنوان" أوراق عصام عبد الوهاب " ، ووجدته يتحدث عنها في صفحة الأدب بجريدة الأخبار قائلاً إنه صادف كاتباً مصرياً موهوباً ، و لم يستطع النوم قبل أن يكمل عمله الفذ " أوراق عصام عبد الوهاب " ... في هذا العمل أستخدمت صيغة المتكلم و الشخص الرئيسي في العمل و هو عصام عبد الوهاب يهاجم الثقافة العربية و مصر و المصريين ، و نكتشف عبر توالي الأحداث أنه مضطرب نفسياً و ينتهي به الأمر في مصحة للعلاج النفسي .. عداني العيب أنا كده ! ... المهم يا سيدي أنني ذهبت للقاء جاكمون بالمركز الفرنسي لأشكره علي كلامه و أصطحبت معي عدة نسخ من الكتاب . إذ به يقول لي : إننا نترجم عدداً قليل جداً و أثني عليّ بلقب " كاتب كبير " و قال أنه سيترجم العمل ، و لكن بشرط واحد . سألته : ما الشرط ؟ ! .. فقال : أن يتم تغيير نهاية الرواية بحيث لا يصبح البطل مجنوناً ... عدت لسؤاله بأندهاش كبير : بتتكلم جد و لا بتهزر ؟! . بدأ يتعصب و قال بحدة : هو أنت بتكتب كُتب مقدسة ؟!! ... قلت له لو أن الرجل ما أصبح مجنوناً فإن معني كل هجومه علي الثقافة العربية و المصريين سيكون موضوعياً لأنه خارج من شخص سليم و موضوعي .. قال لي : و فيها إيه يعني ؟! .. قلت له بحزم : هااا .. لو أنك تريد رواية بهذا المعني فلتكتبها أنت .. سألني : أهذا رأيك النهائي ؟ ! .. أجبته : نعم ، و أخذت النسخ التي أحضرتها معي و غادرت ... المهم كان هناك أسبوع للاحتفال بشخصي المتواضع في السوربون ، كُنت فخوراً بهذا ، أن هؤلاء الأساتذة يجتمعون ليدرسوا ما الذي أضفته للأدب العربي . وجدت جاكمون هناك .. آه ، ثُم .. آه .. ثُم ، لا

Wednesday, November 19, 2008

. . . والقلب اذا هوي


يتنفس الصبح أنفاسه الشتوية الباردة لتتراقص بين عيناي و رذاذ المتوسط يتلاقح فوق شفتاي . أرنو بجبيني نحو السماء وسحاباتها المحملة بمطر وشيك . . . . وأناجيه . . . .أناجيه علي طريقة البياتي الصوفية


لماذا يا أبي أُنفي في هذا الملكوت؟




**********


شمعدان خماسي فضي قد شهد طفولتي وشاهدت شيخوخته ... اشتراه أبي قبل ميلادي مع شوار المنزل وحكت لي أمي كثيرا عن سهراتها الدافئة وأبي حول الشمعدان الفضي والموسيقي . . . قالت لي انها معه كانت تري الموسيقي كيانات ملائكية تحوم حول شموع الشمعدان لتستقر في النهاية بين ضلوعها




انتي مبتعرفيش ترسمي خالص -




تسحب كراسة الرسم من بين يدي صارخة في وجهي




ملكش دعوووووووووة-




بهزر معاكي والله ... دا أنتي حتي رسامة رسامة يعني




وأستمر في ضحكاتي الطفولية الساخرة مع اختي التي تصغرني بعامين أثناء صعودنا سلم المنزل .... أقف متسمراً امام باب البيت واستمع لصراخ امي بالداخل . اركل الباب بكلتا يداي وقدماي لتفتح لي أمي وهي تحاول اخفاء دمعاتها الواضحة وتدلف مسرعة الي الصالون مستكملة حوارها شديد العصبية مع أبي .... كانت المرة الأولي التي اسمع فيها أمي تصرخ في وجه أبي وهو لا يحرك ساكناً ..فقط صراخها .... وفجأة تخرج امي من الصالون في حالة هسيترية من البكاء وتصطدم بشمعدانها وترديه أرضا محطمة اثنين من أصابعه الخمسة .... تتوقف عن البكاء وتنظر للشمعدان في ذهول ثم تتلم كسوره وتحملها الي داخل حجرتها مستمرة في البكاء




يخرج ابي من الصالون كجبل جليدي وعيناه يغلفها ما يشبه بريق الدموع ...يدلف للحجرة وراء أمي .... ثم ... ثم همسات خفيضة .... ثم صمت مطبق ..... ينتابني وأختي الفضول بعد ما يقرب الساعة فننظر من خلال الباب الورب لأري مشهد لن أنساه ما حييت




حضن عميق دافيء جليل يصعب وصفه ... وكلاهما نائمان ذائبان ناعمان ووتحت أقدامها ما تبقي من نور الشمعدان




**************


(الإصحاح الثالث)



قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن!


قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ،


والبحر في السحبِ،


والسحب في الجدبِ،


والجدبُ في الخصبِ،


ينبت خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية الأرض،


ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ.


ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة الله،


يبتاع من حوله حرسا،


ويبيع لإخوته الخبز والماء،


يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن




قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن.


أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!


.. .. .. .. .. ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ


****


أمل دنقل الأصحاح الثالث سفر التكوين

Thursday, August 28, 2008


في هاتيك الاثناء


ما لا عينُ رأت


....ولا خطرَ علي قلبي الخواء


أراكي عاريةٌ


...من كل شيء


سواي


... سواي


=========


جدو يا جدو


...أوعي تروح وتسيبني


... زي ستو


حرفَص وأبكي


.... طب اقولك حاجة


حقول فيك شعر


كراميشك دي أبداع فني


زي شبابي تمام


.... عيب خلقي


==========


كل رقصات العالم


كل موسيقي العالم


لا تغنيني عن رقصة أهدابك


أحبك


...ما بك


.... وما عليك


اليوم ...تبدو لي النغمات مزعجة


تبدو لي الحركات .... هذيان


لا .. لن أقبل الليلة دعوات


شمعتي يرقص لهبها


ما بها ؟؟


لن أقبل الليلة دعوات


تمثال أنا ... من زجاج


انفخي لهبي


...نسماتك


روح


وريح


وريحان


كل رقصات العالم ... انتي


كل موسيقا العالم ... أنتي

!.....فقط أنتي
=======

Wednesday, May 28, 2008

من الداخل


في تلك الأثناء




لم يكن الأمر يسترعي الأنتباه




الغفلة




كانت ذاك الميكروداء




ميكرو . . . .صغير . . . .كانت الداء الصغير اللامرئي المُؤسٌس له الغير مُعلن عنه






استشري . . . . .فرض معانيه علي أفق المرضي




البعض لم يرضي




. . . . .لم يرتضي أن تدل الدالة




لمدلول مماه مرتبك




تُفغر له الأفواه




يُقام له قداس




.....لا .....في هذي الأيام لم يعد شيئاً يغني أغنياتي




-------


وكما تراءي لكم


كان الدغل الكثيف يبتلع قاطنيه


وكان الجدار عالياً


وطال ما حاولت أعتلائه . . . ولكن هيهات


أن يصير المملوك ملكاً


هل رأيت ناراً تبكي ؟؟


أمن هُلام خُلقت الأحلام ؟


و أين ذابت أغنياتي ؟؟ . . . . لم يعد سواكي غالاتيه يتذكر ترانيمي يركض عارياً فترقص معنا الفراشات . . . .


أنا و أنت تجريد . . . تجريد اً


روحان تائهان عائمان في حوض سمك . . . عام بعد عام . . .نركض عبر نفس أراضينا القديمة


متي رأيت الضوء أول مرة ؟


وماذا وجدنا غالاتيه سوي نفس مخاوفنا القديمة


** لكم تمنيت ان تكوني معي الآن

-------------------


** باقتباس من الأسطوري روجر والترز وبتصرف


اللوحة لرونان سبيلمان

Wednesday, February 07, 2007

علي الحائرين أتباع الأسهم


يرتفع صوت المكبر بأن يسرع الجميع الي الطريق. ينصحهم بأن يتبعوا الأسهم حتي لا يفقدوا المسير.كنت أسرع في ذلك الحين بأرتداء معطفي الثقيل وباليد الأخري اجرع نصف كوب الشاي واهرول متجها نحو الطريق....الجو شديد البرودة وبقدر ما أعشق الشتاء بقدر ما أهابه
ذلك الطريق الذي ألفته لأعوام عديدة قد حفظ تقاسيم وجهي .أحيانا ما كنت أسمع الأرصفة والكراسي الخشبية علي جانبيه وهي تلقيني التحية وتدعوني للجلوس وكنت غالباً ما ألبي دعوتها
في ذلك الشتاء كان كل الرجال السائرين في الطريق يرتدون ذات المعطف الأسود .....صديقي الوحيد الذي كان يرافقني في هذا الطريق كان يلاحظ كم يشبهونني هؤلاء الرجال...المعطف....الوجوه المائلة والتي وكأنها تبحث عن مفقود علي أسفلت الطريق الأسود ....وكنت أنكر هذا التشابه بلا مبررات
علي تلك الكراسي الخشبية كنت أجلس وصديقي لساعات طوال.كنا نتحدث فيها دقائق ونصمت دهور...أتذكره عندما سألني عن معني أن يكون المرء حائراً......فألتفت له صامتاً وأبتسم لي ساخراً وقد تلقي الأجابة من طيات صمتي وأنفجر ضاحكاً.....وأنفجرنا ضاحكين

المرات التي كنت أسير فيها وحيداً أعتدت ان أري ذلك الشحاذ المسن بثيابه الرثة التي يرتديها منذ أعوام ولا أعتقد اني قد رأيته يرتدي غيرها يوماً ما....تلك اللافتات التي التي كان يعلقها في رقبته كاتباً عليها أقوال ومأثورات قلما قرأتها أو علق بذهني أحداها فقد كنت أتأمله . أخرج من جيب المعطف ما أجده من نقود وأقترب لأضعها في صندوق معدني ملقي بجواره وكان لا يحرك ساكنا او يبدي أنفعالاً لمجييء.......تلك النظرة الحائرة التي كانت تتناوب النظر بين نواحي الطريق وجناب السماء هي كل ما يفعله. تذكرت حينها صديقي ومعني أن يصاب المرء بالحيرة
في الطريق كانت الأعلانات الألكترونية تعمل بنشاط....تعلن عن الأحذية الرياضية. ...السيارات....السجائر....وكثيراً ما كان يقف عندها الرجال ذوي المعاطف السوداء لثواني ليكملوا مشيتهم الوئيدة في الطريق.........وأنا معهم......لا أستفيق الا علي صوت مكبرات الصوت التي قد تنوه للطريق الصحيح وترجو أتباع الأسهم........علي السائرين ذوي المعاطف السوداء أتباع الأسهم

Saturday, January 20, 2007

باهتون

قواربنا التي لا نعلم متي ركبناها

ولا متي تعلمنا كيف نروض شراعها

...نروض شراعها ليس من أجل تغيير الدفة في اتجاه نرجوه

ولكن كي لا يكسر الشراع فنغرق....هكذا تورطنا الحياة

وهكذا ترانا الأشياء...باهتون كدخان سجائري