Wednesday, February 07, 2007

علي الحائرين أتباع الأسهم


يرتفع صوت المكبر بأن يسرع الجميع الي الطريق. ينصحهم بأن يتبعوا الأسهم حتي لا يفقدوا المسير.كنت أسرع في ذلك الحين بأرتداء معطفي الثقيل وباليد الأخري اجرع نصف كوب الشاي واهرول متجها نحو الطريق....الجو شديد البرودة وبقدر ما أعشق الشتاء بقدر ما أهابه
ذلك الطريق الذي ألفته لأعوام عديدة قد حفظ تقاسيم وجهي .أحيانا ما كنت أسمع الأرصفة والكراسي الخشبية علي جانبيه وهي تلقيني التحية وتدعوني للجلوس وكنت غالباً ما ألبي دعوتها
في ذلك الشتاء كان كل الرجال السائرين في الطريق يرتدون ذات المعطف الأسود .....صديقي الوحيد الذي كان يرافقني في هذا الطريق كان يلاحظ كم يشبهونني هؤلاء الرجال...المعطف....الوجوه المائلة والتي وكأنها تبحث عن مفقود علي أسفلت الطريق الأسود ....وكنت أنكر هذا التشابه بلا مبررات
علي تلك الكراسي الخشبية كنت أجلس وصديقي لساعات طوال.كنا نتحدث فيها دقائق ونصمت دهور...أتذكره عندما سألني عن معني أن يكون المرء حائراً......فألتفت له صامتاً وأبتسم لي ساخراً وقد تلقي الأجابة من طيات صمتي وأنفجر ضاحكاً.....وأنفجرنا ضاحكين

المرات التي كنت أسير فيها وحيداً أعتدت ان أري ذلك الشحاذ المسن بثيابه الرثة التي يرتديها منذ أعوام ولا أعتقد اني قد رأيته يرتدي غيرها يوماً ما....تلك اللافتات التي التي كان يعلقها في رقبته كاتباً عليها أقوال ومأثورات قلما قرأتها أو علق بذهني أحداها فقد كنت أتأمله . أخرج من جيب المعطف ما أجده من نقود وأقترب لأضعها في صندوق معدني ملقي بجواره وكان لا يحرك ساكنا او يبدي أنفعالاً لمجييء.......تلك النظرة الحائرة التي كانت تتناوب النظر بين نواحي الطريق وجناب السماء هي كل ما يفعله. تذكرت حينها صديقي ومعني أن يصاب المرء بالحيرة
في الطريق كانت الأعلانات الألكترونية تعمل بنشاط....تعلن عن الأحذية الرياضية. ...السيارات....السجائر....وكثيراً ما كان يقف عندها الرجال ذوي المعاطف السوداء لثواني ليكملوا مشيتهم الوئيدة في الطريق.........وأنا معهم......لا أستفيق الا علي صوت مكبرات الصوت التي قد تنوه للطريق الصحيح وترجو أتباع الأسهم........علي السائرين ذوي المعاطف السوداء أتباع الأسهم