يرتفع صوت المكبر بأن يسرع الجميع الي الطريق. ينصحهم بأن يتبعوا الأسهم حتي لا يفقدوا المسير.كنت أسرع في ذلك الحين بأرتداء معطفي الثقيل وباليد الأخري اجرع نصف كوب الشاي واهرول متجها نحو الطريق....الجو شديد البرودة وبقدر ما أعشق الشتاء بقدر ما أهابه
ذلك الطريق الذي ألفته لأعوام عديدة قد حفظ تقاسيم وجهي .أحيانا ما كنت أسمع الأرصفة والكراسي الخشبية علي جانبيه وهي تلقيني التحية وتدعوني للجلوس وكنت غالباً ما ألبي دعوتها
في ذلك الشتاء كان كل الرجال السائرين في الطريق يرتدون ذات المعطف الأسود .....صديقي الوحيد الذي كان يرافقني في هذا الطريق كان يلاحظ كم يشبهونني هؤلاء الرجال...المعطف....الوجوه المائلة والتي وكأنها تبحث عن مفقود علي أسفلت الطريق الأسود ....وكنت أنكر هذا التشابه بلا مبررات
علي تلك الكراسي الخشبية كنت أجلس وصديقي لساعات طوال.كنا نتحدث فيها دقائق ونصمت دهور...أتذكره عندما سألني عن معني أن يكون المرء حائراً......فألتفت له صامتاً وأبتسم لي ساخراً وقد تلقي الأجابة من طيات صمتي وأنفجر ضاحكاً.....وأنفجرنا ضاحكين
المرات التي كنت أسير فيها وحيداً أعتدت ان أري ذلك الشحاذ المسن بثيابه الرثة التي يرتديها منذ أعوام ولا أعتقد اني قد رأيته يرتدي غيرها يوماً ما....تلك اللافتات التي التي كان يعلقها في رقبته كاتباً عليها أقوال ومأثورات قلما قرأتها أو علق بذهني أحداها فقد كنت أتأمله . أخرج من جيب المعطف ما أجده من نقود وأقترب لأضعها في صندوق معدني ملقي بجواره وكان لا يحرك ساكنا او يبدي أنفعالاً لمجييء.......تلك النظرة الحائرة التي كانت تتناوب النظر بين نواحي الطريق وجناب السماء هي كل ما يفعله. تذكرت حينها صديقي ومعني أن يصاب المرء بالحيرة
في الطريق كانت الأعلانات الألكترونية تعمل بنشاط....تعلن عن الأحذية الرياضية. ...السيارات....السجائر....وكثيراً ما كان يقف عندها الرجال ذوي المعاطف السوداء لثواني ليكملوا مشيتهم الوئيدة في الطريق.........وأنا معهم......لا أستفيق الا علي صوت مكبرات الصوت التي قد تنوه للطريق الصحيح وترجو أتباع الأسهم........علي السائرين ذوي المعاطف السوداء أتباع الأسهم
ذلك الطريق الذي ألفته لأعوام عديدة قد حفظ تقاسيم وجهي .أحيانا ما كنت أسمع الأرصفة والكراسي الخشبية علي جانبيه وهي تلقيني التحية وتدعوني للجلوس وكنت غالباً ما ألبي دعوتها
في ذلك الشتاء كان كل الرجال السائرين في الطريق يرتدون ذات المعطف الأسود .....صديقي الوحيد الذي كان يرافقني في هذا الطريق كان يلاحظ كم يشبهونني هؤلاء الرجال...المعطف....الوجوه المائلة والتي وكأنها تبحث عن مفقود علي أسفلت الطريق الأسود ....وكنت أنكر هذا التشابه بلا مبررات
علي تلك الكراسي الخشبية كنت أجلس وصديقي لساعات طوال.كنا نتحدث فيها دقائق ونصمت دهور...أتذكره عندما سألني عن معني أن يكون المرء حائراً......فألتفت له صامتاً وأبتسم لي ساخراً وقد تلقي الأجابة من طيات صمتي وأنفجر ضاحكاً.....وأنفجرنا ضاحكين
المرات التي كنت أسير فيها وحيداً أعتدت ان أري ذلك الشحاذ المسن بثيابه الرثة التي يرتديها منذ أعوام ولا أعتقد اني قد رأيته يرتدي غيرها يوماً ما....تلك اللافتات التي التي كان يعلقها في رقبته كاتباً عليها أقوال ومأثورات قلما قرأتها أو علق بذهني أحداها فقد كنت أتأمله . أخرج من جيب المعطف ما أجده من نقود وأقترب لأضعها في صندوق معدني ملقي بجواره وكان لا يحرك ساكنا او يبدي أنفعالاً لمجييء.......تلك النظرة الحائرة التي كانت تتناوب النظر بين نواحي الطريق وجناب السماء هي كل ما يفعله. تذكرت حينها صديقي ومعني أن يصاب المرء بالحيرة
في الطريق كانت الأعلانات الألكترونية تعمل بنشاط....تعلن عن الأحذية الرياضية. ...السيارات....السجائر....وكثيراً ما كان يقف عندها الرجال ذوي المعاطف السوداء لثواني ليكملوا مشيتهم الوئيدة في الطريق.........وأنا معهم......لا أستفيق الا علي صوت مكبرات الصوت التي قد تنوه للطريق الصحيح وترجو أتباع الأسهم........علي السائرين ذوي المعاطف السوداء أتباع الأسهم
9 comments:
فهمتها؟ .. لم أفهمها؟
لا أعرف حقا
<>
تذكرت حينها صديقي ومعني أن يصاب المرء بالحيرة
<>
ليس صديقك وحده .. لقد انضممت إليه :$
***
**
*
**
***
بالرغم من ذلك .. لديك قلم مميز، كالعادة
yy
لأنه يحار
علَّمنا أن نقرأ الغبار
لأنه يحار
مرَّتْ على بحارنا سحابهْ
من ناره، من عطش الأجيال
لأنه يحار
أعطى لنا الخيال
أقلامه، أعطى لنا كتابهْ
وهكذا يستلهم أدونيس* من مقام الحيره عند المتصوفة هذه الكلمات
العزيز أيمن
أهكذا ترانا الأشياء، فكيف نراها ونحن باهتون في رؤها كدخان السجائر تجاه الأسمهم دون شراع أو شرعية؟
وأذا كان هذا هوأتجاه الأسهم فأين المقر وأين المفر، والقدمان معلقتان بفخين
بين النداء/ الصوت والأنتباه للجسدالمتهيب البرد بين العشق والهيبه يبدوا صاحبك محتاطا بكوبه الذى يجلب الدفء للداخل كما معطفه الثقيل الذى يواجه برد الخارج، فمن يستمع للغة الأشياء ويستجيب،" قد تسكنه الحبسة ويسكنها"
فها هو الماتركس يراوغ الخيال بمعاطفه السوداء، ورغبة الخروج من أثر الخطاب، فمؤسسات الطاعة ليس لها غير الجسد من الفنان/الأنسان،وها هو عجوز الكلمات والأشياء يجيد التنكر ويحترف الأستجداء، وهكذا فذوي المعاطف السوداء خلف مكبرات الصوت أيضا لتبقى للحيرة مقومات التجاوزالتى أتاحة لصاحبنا أن يلمحها في سلال الورد، بين إغفاءة وإفاقة
كل الود والأحترام
* http://maaber.50megs.com/issue_november06/literature3.htm
فينك؟
تشانج ديستني
موجود...عايش :-))
رائع يا ايمن ..
الحيره مؤلمه اوي يا ايمن
كيف حالك أيها الجندي اسم وحال--- لقد أيسرت كثيرا يا أيمن ولكن ماذا أقول لك صبرا جميل ولطالما كان الزمن دواء كما هو داء
حفظك الله ورعاك
أنحن سيئات الدنيا ...
فكرتنى بالمقولة ده ..
وكمان فكرتنى بكتاب اسمه اشياء لا تشترى ...
المهم الموضوع حلو ..
و90 فى المية منه غامض وده احسن حاجة فيه
سلام
تسلم دماغك
Post a Comment